أبو مصعب الأدارة العامـــــة
أوسمة العضو :
عدد المساهمات : 245 تاريخ التسجيل : 22/09/2009 العمر : 35
| موضوع: إنا للهِ وإنا إليهِ راجعون ! السبت أكتوبر 17, 2009 10:38 pm | |
| السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
دعوني اليوم أقدم هذا النعي لعزيزٍ فقدناه ، ولحبيبٍ لطالما تمنيتُ وجوده فليس لي أن أقول و أنا أسطر هذه الكلمات إلا
إنا لله و أنا إليه راجعون ، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلفني خيراً منها !
وإليكم الخبر .. فهذا الإمام الكبير أبو جعفر ابن جرير الطبري يرويه لنا
قال لأصحابه يوما : تنشطون لكتابة التفسير .
قالوا له : في كم ورقة يكون ؟
قال : قال في ثلاثون ألف ورقة .
قالوا : هذا مما تفنى دونه الأعمار !!
فقال : إنا لله مات الهمم
فأملاه في ثلاثة آلاف ورقة
فقال لهم : تنشطون في كتابة التاريخ من لدن أدم وحتى زماننا هذا .
قالوا : في كم ورقة يكون ؟
قال : في ثلاثون ألف ورقة .
قالوا : هذا مما تفنى دونه الأعمار !!
فقال : إنا لله مات الهمم
فأملاه في ثلاثة ألاف ورقة .
و لنقف قليلا على هذا النعي
الميت الهمة وعلوها.. فرحمهم الله ماذا نقول في مثلهم ؟ فأصحابه وهم على قدر من العلم والطلب كبير وقال فيهم إنا لله ماتت الهمم ، وكيف لا يقول ؟!
فهم يقولون هذا مما تفنى دونه الأعمار وهو سيمليه لهم من حفظه فكيف به وهو من قرأ وجمع ورتب ولم يفنى عمره ، فكيف يقولون هذا وما عساه يقول لو رآنا اليوم ؟ وأظنه سيقول ما قالته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها :
ذهب الذين يعاش في أكنافهم ,,,, و بقيت في خلف كجلد الأجرب
و لو نظرنا إلى حماد بن سلمة الإمام الكبير وقد قالوا فيه :
لو قيل لحماد بن سلمة القيامة غدا ما أستطاع أن يزيد في عمله شئ !!
بل لو رأينا ابن عقيل الحنبلي وهو يقول :
أنه لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري حتى إذا كل لساني عن مناظرة و بصري عن مطالعة أستطرحت فأعملت فكري حال أستطراحتي فلا أقوم إلا وقد خطر لي ما أسطره . حتى أنني أختار سف الكعك و تحسيه بالماء على الخبز لأجل ما بينهما من تفاوت في المضغ !!
ماذا لي أن أقول وأنا أسمع هذه الكلمات
بل انظر إلى الإمام الكبير ابن الجوزي و هو يقول في كتابه العظيم صيد الخاطر : كان الناس يأتون لزيارته من لوعة الشوق فلا يستطيع أن يردهم فماذا يفعل لأنه بهذه الطريقة سيضيع وقته
و لكن كانوا رجالا أعطاهم الله من الفهم أعلاه ومن الهمة مبلغها ومن الورع والتقوى أبلغه .
فجهز أعمالا حتى إذا أتوا لزيارته عمل بها حيث أنها لا تتطلب إمعان الفكر وصفاء الذهن فكان يعمل في قص الورق وبري الأقلام وترتيب الكتب .
فرحمهم الله وجمعنا معهم بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى
لم يضيعوا الثواني ناهيك عن الساعات
و نحن ضيعنا الأعمار ناهيك عن السنوات ولا نأبه بالأيام
ماذا حل بنا وما خطبنا
وفي الناهية أقول إنا لله وإنا إليه راجعون
ولا حول ولا قوة إلا بالله !
| |
|