أبو مصعب الأدارة العامـــــة
أوسمة العضو :
عدد المساهمات : 245 تاريخ التسجيل : 22/09/2009 العمر : 35
| موضوع: رحلة الإنسان مع الملائكة الثلاثاء أكتوبر 06, 2009 10:50 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
رحلة الإنسان مع الملائكة
أيها المسلم الحبيب ..
معلوم أن الإيمان بالملائكة ركن من أركان الإيمان , لا يصلح ولا يصح إيمان العبد بدونه
ولكن نقول لك
هل تستشعر مصاحبة الملائكة لك في رحلتك في هذه الدنيا من بدايتها لنهايتها, وفي رحلتك في قبرك وفى رحلتك للدار الآخرة
يوم القيامة, أم أن الأيمان بالملائكة أمر ليس له صدى ولا اثر في حياتك ,وليس له عندك أي مظهر ,ترى من خلاله مصاحبة الملائكة لنا ؟ !
فأكثر الناس يؤمنون بالملائكة وانتهى الأمر عندهم عند هذا الحد لا يتعداه !!
فنقو لك أيها الحبيب :
· أتعلم ما هي العلاقة التي بيننا وبين الملائكة ونحن أجنة في بطون أمهاتنا؟
·
· أتعلم ما هي العلاقة التي بيننا وبين الملائكة ونحن في أخر لحظات حياتنا على ظهر هذه الأرض ؟
· أتعلم ما هي العلاقة التي بيننا وبين الملائكة من اللحظة التي نوضع فيها في القبر ؟
· أتعلم ما هي العلاقة التي بيننا وبين الملائكة عندما نجمع ونحشر عند ربنا يوم القيامة ؟
· أتعلم ما هي العلاقة التي بين أهل النار وبين الملائكة يوم القيامة ؟
· أتعلم ما هي العلاقة التي بين أهل الجنة وبين الملائكة يوم القيامة ؟
فلتعلم أيها الحبيب ..
انه ثم علاقة وثيقة بينك و بين الملائكة تبدأ منذ اللحظة التي يتم تخليقك فيها وأنت جنين في بطن أمك , ولتعلم انك لا تفارق الدنيا إلى رحلة الدار الآخرة إلا عن طريق الملائكة الموكلة بذلك.
فما هي العلاقة التي بيننا وبين الملائكة ونحن أجنة في بطون أمهاتنا ؟
يقول انس بن مالك رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(( وكل الله بالرحم ملكا , فيقول : أي رب نطفة , أي رب علقة , أي رب مضغة . فإذا أراد الله أن يقضى خلقها قال أي رب ذكر أم أنثى , اشقي أم سعيد , فما الرزق,فما الأجل؟ فيكتب ذلك في بطن امة )) البخاري كتاب القدر.حديث انس بن مالك رضي الله عنه )
وقال صلى الله عليه وسلم:
(( إن أحدكم يجمع في بطن امة أربعين يوما نطفة ثم علقة مثل ذلك , ثم يكون مضغة مثل ذلك , ثم ببعث الله ملكا فيؤمر بأربع: برزقه واجله وشقي أو سعيد , ثم ينفخ فيه الروح , فو الله إن أحدكم – أو الرجل- ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينة وبينها غير باع أو ذراع فيسبق علية الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها , وان الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينة وبينها غير ذراع أو ذراعين , فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها )) البخاري كتاب القدر.حديث ابن مسعود رضي الله عنه .
فهذا الملك الموكل بالرحم لا ينتقل الإنسان من طور إلى طور إلا بعد سؤال الملك ربه تعالى : ((يارب نطفة , يارب علقة , يارب مضغة)).
فإذا أكمل المائة والعشرين يوما أرسل الملك لكي يكتب اجل ورزقك وشقي أو سعيد , وذكرا كان أو أنثى .وهذه هي بداية علاقتك بالملك..
وما هي العلاقة التي بيننا وبين الملائكة عند مفارقة الدنيا؟
اسمع إلى قول ربك:
﴿ قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ﴾ (السجدة : 11)
وقال سبحانه:
﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ (61)ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ ﴾ (الا نعام : 61)
كيف تأتينا ملائكة الموت والصورة التي يأتون عليها ,وما هي العلاقة بيننا وبين الملائكة عندما تنزل أولى منازل الآخرة عندما نلحد في قبرنا؟
قال البراء بن عازب رضي الله عنة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا ,وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة السماء , بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس, معهم كفن من أكفان الجنة ,وحنوط من حنوط الجنة ,حتى يجلسوا منة مد بصرة , ثم يجيء ملك الموت علية السلام حتى يجلس عند رأسه فيقول :أيتها النفس الطيبة (وفى رواية:المطمئنة) اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان ,قال:فتخرج تسيل كما تسيل من في السقاء ,فيأخذها ,فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين ,حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفى ذلك الحنوط ,ويخرج منها كأطيب نفحة ومسك وجدت على وجه الأرض.
قال :فيصعدون بها,فلا يمرون بها على ملإ من الملائكة إلا قالوا :ما هذا الروح الطيب؟ فيقولون:فلان ابن فلان ,بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا بها إلى السماء التي تليها حتى ينتهي به إلى السماء السابعة.
فيقول الله عز وجل :اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض,فاني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى.
قال:فتعاد روحة في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه ,فيقولان له :من ربك؟فيقول:ربي الله .فيقولان له:ما دينك؟فيقول:ديني الإسلام .فيقولان له :ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟فيقول هو رسول الله صلى الله علية وسلم.
فيقولان له :وما علمك؟فيقول:قرأت كتاب الله فأمنت به وصدقت.
فينادي مناد في السماء أن صدق عبدي ,فافرشوه من الجنة والبسوه من الجنة,وافتحوا له بابا إلى الجنة,قال:فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره , قال و يأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح , فيقول : ابشر بالذي يسرك , هذا يومك الذي كنت توعد .
فيقول له من أنت فوجهك الوجه الذي يجيء بالخير ؟ فيقول : أنا عملك الصالح . فيقول : ربى أقم الساعة , حتى ارجع إلى أهلي و مالي )) .
فانظر أيها الحبيب ..
الملائكة يأتون العبد المؤمن على صورة طيبة ويبشرونه عند موته بالجنة.
﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30)نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31)نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ (32)﴾ (فصلت : 30 – 32 ) .
وانظر كذلك أيها الحبيب إلى الملائكة السماء كيف يستقبلون روح المؤمن , ثم أهل كل سماء يشيعونها إلى السماء التي تليها في موكب من الفرح والسرور .
وانظر كذلك أيها الحبيب ..
إلى ملائكة القبر وكيف يستقبلون هذا الميت عندما يوضع في قبره و يطرحون علية هذه الأسئلة التي لا إمكان لأحد أن يجيب عليها إلا من ثبته الله تعالى.
﴿)يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ
اللّهُ مَا يَشَاء (27)﴾ (إبراهيم : 27 ) .
وانظر أيها الحبيب..
إلى الصورة المقابلة لهذه الصورة البهجة ,انظر إلى صورة الكافر عند المعاينة وعند نزع الروح وعندما يوضع في قبره,وكيف استقبال أهل السماء له,فقال النبي صلى الله عليه و سلم استكمالا للصورة السابقة:
((وان العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح,فيجلسون منة مد البصر ,ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه ,فيقول:يا أيتها النفس الخبيثة ,اخرجي إلى سخط من الله وغضب .
قال:فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول فيأخذها,فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين ,حتى يجعلوها في تلك المسوح ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض.
فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملإ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الخبيث ؟ فيقولون فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا ,حتى ينتهي به إلى السماء الدنيا فيستفتح له فلا يفتح له..
ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم :
﴿ لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الخياط ﴾ (الأعراف : 40 ) .
فيقول الله عز وجل : اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى , فتطرح روحه طرحا )).
ثم قرأ : ﴿ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ﴾ (الحج :31 )
فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له :من ربك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري , فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدرى , فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري . فينادى مناد من السماء : إن كذب فافرشوا له بابا إلى النار , فيأتيه من حرها وسمومها , ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه .
ويأتيه رجل قبيح الوجه , قبيح الثياب منتن الريح , فيقول : من أنت فوجهك الوجه يجئ بالشر ؟ فيقول : أنا عملك الخبيث . فيقول : رب لا تقم الساعة )) [ رواه الإمام احمد في مسنده رقم ( 18443 ) وإسناده صحيح ] .
فانظر أيها الحبيب ..
الملائكة يأتون هذا الكافر الفاجر على صور مخوفة يبشرونه بالعذاب والنار .
﴿ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ
وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ كتبه
سعيد السواح
غفر الله له ولولدية ولجميع المسلمين | |
|